الأيورفيدا، تناغم بين الجسد والعقل والروح
حوار مع الدكتورة أبريهامي سانتوش ممارسة الأيورفيدا بمركز سانثيجيري،للرعاية الصحية الشامل في دبي
أجرى الحوار: فتيحة الإدريسي
الأيورفيدا، هذا الطب البديل الذي جاء من شبه القارة الهندية وانتشر في جميع أنحاء العالم، بهدف تعزيز صحة الجسم والوقاية من الأمراض أكثر من علاجها، يؤمن بتناغمية الجسم والعقل والروح معا، وأي اضطراب بينهما يضر بالصحة ويعرض الفرد للأمراض وفقدان التوازن.
جلسة حوارية شيقة مع الدكتورة أبريهامي سانتوش عن هذا الطب المتشعب تلتها جلسة تدليك بالزيوت العشبية على أيدي أمهر المختصين في المركز، تجربة تجعلك تستعيد طاقتك وتمنحك الشعور بالارتخاء.
قبل كل شيء حدثينا عن مركز سانثيجيري للرعاية الصحية الشامل في دبي؟

قامت مجموعة شركات لوتاه في مجال الرعاية الصحية مع مجموعة سانثيجيري من ولاية كيرالا بالهند على اطلاق مركز الايورفيدا الأكبر في دولة الإمارات جنبا إلى جنب العلاجات البديلة الأخرى مثل الطب التجانسي، طب العظام، العلاج الطبيعي، الوخز بالابر ،الطب الصيني التقليدي، تقويم العمود الفقري، إلى غير ذلك من العلاجات الأخرى التي تقدم جميعها تحت سقف واحد وبيد أمهر المختصين. يهدف المركز إلى تقديم خدمات علاجية صحية شاملة، جنبا إلى جنب علاجات تدليك” بانشاكارما” الشهيرة للرجال والنساء من جميع الأعمار، يحتوي المركز على بنية تحتية مجهزة تجهيزا كاملا ووفق أحدث الطرازات العالمية، حيث بعد إجراء تحليل دقيق وكامل لحياة ونمط عيش المريض (الحالة النفسية والعادات الغذائية …) التي تلعب دورا هاما في تسبب اختلالات صحية.
كيف يمكننا دمج الايورفيدا في حياتنا؟
نشأت الأيورفيدا في شبه القارة الهندية، ويفترض أنها وجدت قبل 5000 سنة كعلم للعلاج والعافية، إذ على مدى 5000 سنة الماضية كانت الأيورفيدا تربط الجنس البشري والطبيعة بشكل عميق من أجل الصحة والسلامة وطول العمر، حيث يؤثر هذا العلم العريق على كيفية تأثير الطعام والأعشاب والمشاعر والمناخ وأسلوب الحياة على ديناميكية علم وظائف الأعضاء وعلم النفس، ويشدد على ضرورة الوقاية بدلا من العلاج، ويؤكد بتناغم الجسد والعقل والروح والحواس كمتطلب أساسي للصحة.
هل يمكنك شرح القواعد الغذائية للأيورفيدا بعبارات بسيطة؟
تركز القواعد الغذائية للأيورفيدا بشكل أساسي على موازنة أنواع الطاقة الموجودة في الجسم، ووفقا للأيورفيدا، يتألف الكون من خمسة عناصر وهي: أكاش (الفضاء)، والفايو (الهواء)، وتيجا (النار)، وجالا (الماء) و بريثفي (التراب)، وهذه العناصر تشكل ثلاثة طاقات حيوية وهي : فاتا، بيتا وكافا. توازن بينهما يحدد الحالة الصحية للفرد،و بالتالي يتم تنظيم وتحديد النظام الغذائي المناسب وفقا لهيمنة هذه الطاقة على جسمك، وبناء عليها يتم وضع إرشادات عن كيفية ونوعية وموعد الأكل التي تتماشى مع نوعية الجسم.
هل بانشاكارما تفيد في علاج أي مرض أو خلل صحي؟
يعد علاج “البانشاكارما” المعروف أيضًا باسم “البانشاشودهانا” أو علاجات التنقية من أهم برامج التطهير وإزالة السموم من الجسم والفكر، لأن ألأيورفيدا تشدد على العلاجات الوقائية والشفائية. حيث تساعد عملية التنقية من استعادة الحالة الصحية إلى طبيعتها عن طريق تطهير الجسم من السموم، وتحقيق توازن في وظائف الجسم، مما يؤدي إلى تحسين نمط الحياة بشكل إيجابي وفعال.
وتشمل علاجات التنقية على ما يلي: فامانا (القيء العلاجي)، فيركانا (التطهير العلاجي) ، فاستي (الحقنة الشرجية العلاجية) ، ناسيام (علاج الأنف) و راكاموكسانا (علاج إخراج الدم)
هل تناسب حتى الأطفال؟
ينصح ممارس الأيورفيدا بعلاجات “بانشاكارما” بعد مراعاة عدة عوامل، مثل العمر، الظروف الصحية، الوظائف الحيوية، التاريخ المرضي للشخص أو إن كان يعاني من مرض ما، إلى جانب معرفة حياته المعيشية والظروف المناخية التي يتعرض لها، إذ تعتبر البانشاكارما العنصر الرئيسيي للعلاج بالايورفيدا، ويستخدم لجميع الفئات العمرية ويتم وصفها لمرحلة المرض التي يعاني منها الشخص عندما تكون مخصصة للجانب العلاجي.
هل تفيد أيضا النساء الحوامل ومشاكل البشرة والشعر والسمنة؟
بالنسبة للمرأة ليس هناك وقت أفضل لتدليل النفس من فترة الحمل وذلك عن طريق التدليك ، وذلك للتخلص من الضغوط والتوترات التي يمر منها الجسم أثناء تطور الحياة بداخلها، هذا العلاج التدليكي يعمل على منح المرأة استرخاء عميقا يساعد في التخفيف من حدة تصلب الرقبة، الكتف وآلام الأطراف السفلية. هذا التدليك يعزز النوم الجيد للأم التي ستصبح قريبا، ويمكن إجراء هذا التدليك المهدئ ابتداء من الشهر الرابع لغاية الشهر التاسع.
وبما أن علاجات البانشاكارما تعمل على تخليص الجسم من السموم، فغالبا ما يتم اختياره كخيار علاجي في حالة الاختلالات المتعلقة بعملية الأيض كالسمنة، ولها أثار قوية وطويلة الأمد حيث تقوم بتنظيف أنسجة الجسم العميقة من السموم، وتفتح مسامات الدقيقة، وتمنح الطاقة المعززة للحياة، مما يزيد من الحيوية والسلام الداخلي والثقة بالنفس، كما أنه علاج فعال لمشاكل الشعر والجلد وخاصة فيما يتعلق بالتهاب الجلد، الاكزيما والصدفية وغيرها.

كيف يمكن للايروفيدا أن تغير نمط حياتنا؟
يتم تحديد التكوين الطبيعي للفرد والمسمى ” براكروتي” من خلال مزيج من الطاقات الثلاث المعروفة باسم ” دوشاس” وهي : فاتا، بيتا وكافا، وتخضع كل من صحة و أمراض وعلاجات الفرد من قبل هذه العناصر الثلاثة التي تختلف من شخص لآخر، ولهذا يعتبر إدراك هذا الأخير لهذا التكوين الطبيعي – براكروتي– هو مفتاح الصحة الجيدة لأنه يساعد على التخطيط لأسلوب حياته وفقا لمتطلبات جسمه.
تساعدنا الأيورفيدا على الاقتراب من الطبيعة وشفاء أمراضنا بشكل طبيعي وذلك من خلال فهم واتباع مبادئها، فهي لا تعمل على التعافي من العلل فحسب وإنما تساعد في الوقاية من الأمراض التي قد تهدد سلامتنا.
كم مرة يمكننا العلاج بتقنية البانشاكارما؟
الهدفمنالبانشاكارماهوإزالةالسموموفضلاتالجسم،وليسفيعلمالأيورفيداقواعدمحددةبشأنعدد وموعد اللجوء لها، لكن بشكل عام ينصح بها مرة في السنة على الأقل ، وأخذا بأهمية الصحة والسلامة، يمكن أن نتوجه للعلاج كلما شعرنا باضطراب في التوازن أو الشعور بالمرض.أما بالنسبة للشخص المريض( وفقا لحالته الصحية) قد ينصح به مرتين في السنة أو أكثر، وحسب خطورة الوضع.
هل ينصح بالأيورفيدا في كل الأمراض واختلالات التوازن؟
. يعد طب الايورفيدا من أقدم أنظمة الشفاء الشاملة في العالم. يعتمد العلم على الاعتقاد بأن الصحة والعافية تعتمدان على التوازن بين العقل والجسد والروح. تهدف إلى تعزيز الصحة الجيدة للأصحاء بالإضافة إلى تقديم علاجات لمشاكل صحية معينة تواجهنا، حيث عند زيارة مركز العلاج ، سيقوم ممارس الأيورفيدا بتحديد خطة علاجية منظمة ومصممة خصيصا لحالة الفرد الصحية، وذلك بعد الوقوف على وضعه الصحي والمرض الذي يعاني منه جنبا إلى جنب وضعه الجسدي والنفسي والتوازن بين الطاقات الثلاثة.
كيف تصفين دوشات الايورفيدا لمبتدئ؟
وفقا لعلوم الأيورفيدا، ومثل الكون تماما، يتكون كل شخص من خمسة عناصر أساسية: الأرض، الماء، الهواء والنار والفضاء، تتحد هذه العناصر لتشكل ثلاث قوى أو طاقات تسمى “دوشا” التي تتحكم في ميكانيزم عمل الجسم، وهم الفضاء والهواء، الماء والنار، ثم الماء والأرض.يرث كل فرد مزيجا فريدا من الطاقات الثلاثة ،و التي تشكل التكوين الطبيعي للفرد والتي تدعى ” براكروتي” الذي هو أيضا خليطا فريدا يختلف من فرد لآخر، ويتحكم كل “دوشا” في وظيفة مختلفة للجسم، يحدد مستوى التوزان بينهم.

فاتا دوشا
تعتبر “فاتا” من بين الدوشات الثلاثة الأكثر قوة وتأثيرا، بما أنها القوة المحركة خلف الدوشات الثانية ” بيتا ” و “كافا“. تمكن فاتا كل الوظائف الجسدية المتعلقة بالحركة. بما أنها مكونة من عناصر الفضاء والهواء، تعزز دوسا فاتا توازن صحي بين الفكر والعواطف، تسهل النشاط والابداع، فالأشخاص الذين عندهم عنصر فاتا مهيمن ، يكونون أكثر يقظة، كثيري النشاط، مع ميل للعصبية وشعور بالقلق والخوف، وهم أكثر عرضة لأمراض مثل التهاب المفاصل والأرق وانتفاخ البطن والإمساك واضطرابات الأعصاب. لتحقيق التوازن في فاتا ، من المهم الحفاظ على الهدوء والروتين ، وتجنب درجات الحرارة القصوى ، والحصول على قسط وافر من الراحة، وتزداد فاتا في الجسم مع تقدم العمر.
بيتا دوشا
ترتبط هذه الدوشا بالحرارة والدهنية، وتتحكم في وظائف الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي في الجسم.وببعض الهرمونات المرتبطة بالشهية، تتكون بيتا من عنصر النار ، وبما أنها مرتبطة بهذا العنصر فإنها تضفي لمعانا للعينين والشعر والجلد، يتمتع أصحاب هذا العنصر المهيمن بشهية كبيرة للأكل وبعملية تمثيل غذائي فعالة، حدة الانجاز، وأن يكونوا على استعداد للتعرض لاضطرابات نزيفية ، التهابات وغثيان وقيء، اسهال وطفح جلدي، لذا لخلق توازن ينصح علماءالأيورفيدا بتجنب الحرارة الشديدة وتناول كميات قليلة من الأطعمة الحارة.
كافا دوشا
ترتبط هذه الدوشا بالمخاط ونقل المغذيات إلى النظام، تتحكم في نمو العضلات وقوة الجسم وتوزازنه، الوزن وجهازه المناعي. وبما أنها مكونة من عنصري الماء والتراب ، يعتقد أنها تمنح القوة النفسية والجسدية والثبات. والأشخاص الذين يهمين عندهم عنصر كافا، هم أقوياء لكن ودودين، متسامحون، وهم عرضة لزيادة الوزن والخمول والنوم المفرط واحتقان الرئة، الحساسية والربو، وللحفاظ على التوازن ينصح بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وتناول وجبات أكل خفيفة مع تجنب نوم القيلولة.
ما هي ممارسة الايورفيدا التي توصين بها؟
تمكّننا الأيورفيدا من الاعتناء بصحتنا بنفسنا، من خلال توفير ممارسات يمكن تطبيقها بسهولة لتوفير حياة سليمة ومريحة. وتوصي الأيورفيدا بروتيني يومي ” ديناشاريا” كأحد أقوى أليات تحسين الصحة والعافية. إن تبني روتين يومي منتظم هو بلا شك أحد أكثر الأشياء التي يمكنها القيام بها ، لأن الروتين اليومي الصحيح يمكن أن يحسن حياتنا شكل كبير، سيقوم ممارس الأيورفيدا أولا بتقييم ” براكروتي” ثم يوصي ب” ديناشاريا” التي ستساعد على وضع توزان في تكوينك، عن طريق ضبط ساعتك البيولوجية، تسهيل عملية الهضم، الامتصاص والاستيعاب، وخلق تقدير للذات، الانضباط والسلام الداخلي وطول العمر.