دبي، 6 يناير 2022 – ماهي القضايا العالمية الرئيسية التي سيناقشها العالم في عام 2022؟
بداية من تشجير المناطق الحضرية، ووصولا إلى المُخلفات الفضائية، والتعليم عبر اللعب، استضافت سلسلة المجلس العالمي في إكسبو 2020، بوصفها جزءا من برنامج الإنسان وكوكب الأرض، 26 جلسة نقاشية للمجلس العالمي، ضمت أكثر من 200 مُشارك من أكثر من 35 دولة.
تم تنظيم تلك الجلسات خلال مجموعة أسابيع الموضوعات، التي ينظمها الحدث الدولي خلال فترة انعقاده، والتي غطت موضوعات متنوعة حول المناخ والتنوع الحيوي، والفضاء، والتنمية الحضرية والريفية، والتسامح والتعايش، والمعرفة والتعلّم، حيث سجلت هذه السلسلة خمسة اتجاهات مثيرة للاهتمام، ومن المتوقع أن تؤدي دورا رئيسيا في عام 2022، بينما تتحدى أيضا طرق التفكير التقليدية، وجميع هذه الأفكار مُتاحة في تقرير المجلس العالمي.
2022 هو العام الذي تعمل فيه الطبيعة والمدن معا
مع تسليط الضوء على أهداف تسعى إلى تحقيق صفر انبعاثات كربونية فيما يخص حلول المناخ، احتلت الطبيعة مركز الصدارة بوصفها بنية تحتية أساسية لتحقيق الرفاهية الحضرية. فإذا كان التخطيط الحضري التقليدي قد ترك الطبيعة والمباني متعارضَين مع بعضهما البعض، حيث لا تمثل الطبيعة أكثر من منظر طبيعي جمالي، فإن المفاهيم الحضرية الجديدة تضع الطبيعة باستمرار في جوهر الرفاهية الجسدية والعقلية. بداية من المساحات الخضراء المُثمرة في سنغافورة، وصولا إلى الـ 14,000 شجرة، وليس انتهاء بالـ 3.5 مليون شجيرة المزروعة في إكسبو 2020، التي تجذب مجموعة متنوعة من النحل والطيور والحشرات، حيث تقود الأجيال الناشئة من المخططين الحضريين و”المزراعين الحضريين” الطريق لإعادة التفكير في دور الطبيعة في المدن وخارجها، بما في ذلك الأنظمة الإقليمية للطاقة والغذاء والمياه التي تدعم المدينة.
- كيف يمكننا تدريب جيل جديد من “المزارعين”والعاملين في الحدائق؟
- لماذا يصعب جدا بيع الطبيعة لمخططي المدن؟
- إذا أخذنا في اعتبارنا معرفتنا المحلية بالبيئة، هل يمكننا بناء مدن عالمية حديثة أفضل؟
2022 هو عام الفضاء والدبلوماسية التقنية
في عام 2021، جرى الكشف بشكل علني عن بيانات من مسبار الأمل الإماراتي، الذي يدور حول كوكب المريخ، لاستكمال مهمة الدولة للعمل على نحو تعاوني في الفضاء. وتستمر هذه الفلسفة في عام 2022، حيث تعكس تحركا عالميا نحو التحالفات التي تقودها التقنية من أجل استكشاف الفضاء بطريقة مسؤولة؛ ومع وجود حوالي 70 دولة قادرة الآن على إطلاق تقنية فضائية، يتمثل التحدي في طريقة فعل ذلك بطرق تعاونية وفعالة ومسؤولة.
عبر التعلم من الطريقة التي ألحق بها البشر الضرر بكوكب الأرض، فإن استدامة الفضاء هو الموضوع الذي يثير الكثير من الجدل، حيث يمثل وجود الحطام الفضائي في المدار المنخفض لكوكب الأرض واحدا من أكثر الموضوعات إلحاحا. في العقود القادمة، ستأتي أكثر زيادة في الأقمار الصناعية من الكوكبات الضخمة المكونة من مجموعة هائلة من الأقمار الصناعية الصغيرة، التي سيتم إطلاقها على الأرجح من قبل الشركات أكثر من الحكومات. مع وجود مهندسين يتعاونون لإيجاد حلول جديدة لخفض حجم المخلفات الفضائية، وتجنب الاصطدامات المحفوفة بالمخاطر، لذا سيكون تطوير آليات دولية جديدة من أجل فضاء مستدام من أهم الأولويات.
- هل نحن في بداية عهد فقاعة الفضاء؟ هل يمكننا تجنبه؟
- هل سيصبح الفضاء بمثابة “الغرب البري”، أم ستنتصر الصورة المثلى لمساحة مفتوحة ومشتركة؟
- كيف يمكننا تجنب فجوة البيانات بين الشركاء في كوكبة أقمار صناعية، وهؤلاء الذين يحتاجون البيانات، ولكنهم ليسوا ضمن هذه الشراكة؟
2022 هو العام الذي تتحدى فيه الأخلاق الرياضية حالة الاحتقان في الوسط الإعلامي
يلعب كلا من التعليم والتدريب دورا مهما في حياة الأشخاص منذ سن مبكرة؛ وذلك لكونهما يساعدان على التفريق بين الحقيقة والخيال؛ يبدو أن القيم التي تتمحور حول ثقافة الأخلاق الرياضية لها نفس القدر من الأهمية كونها تساهم في كبح جماح النفس من التخبط في حالة الاحتقان التي تسود الرأي العام. قد يبدو هذا الأمر حلما بعيد المنال، غير أن المباريات والألعاب الرياضية لا تقتصران فقط على الفوز والخسارة، بل تتعدى حدودهما نطاق تعزيز أواصر التواصل مع الخصم والالتزام بقواعد اللعبة.
وعلى حد تعبير خبيرة الشطرنج العالمية جوديت بولغار:”عندما تلعب، تنتفض جوارحك. أنت تقول: “لدي دافعية للتعلم واللعب والتحسين والتقيد بالقواعد – لكنني أريد أن أكون أفضل من خصمي”.
وفي ضوء اطلاعنا على المناهج التعليمية، لاحظنا أن محتواها يزخر بالمعلومات المتعلقة بالألعاب الإستراتيجية على نحو مطرد، على غرار لعبة الشطرنج، ليس فقط لتدريب الطلبة على التفكير النقدي، بل من أجل تعزيز مهارة التعاون لديهم، ولتطوير إداركهم الحدسي على نحو أكبر، لتمكينهم من تحقيق التفاهم المتبادل ولحل النزاعات القائمة. في الفترة التي تسبق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022، والمعروفة رسميا باسم دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرين، والتي من المُزمع عقدها في بكين (الصين)، هناك فرصة لتسليط الضوء على أفكار جديدة عن كيفية إضفاء الأخلاق الرياضية لقيمها، للتعامل مع حالة الاحتقان في الوسط الإعلامي بطريقة مختلفة.
- كيف ننمي القدرات للتعامل مع وجهات النظر المتعددة والاستماع إلى وجهات النظر المتنوعة؟
- كيف يمكن استخدام الألعاب الاستراتيجية لتعزيز مهارة التفكير النقدي في الفصول الدراسية لزيادة التعاطف والحد من الاحتقان؟
- كيف نوظف الأخلاق الرياضية لتنمية تفكيرنا الأخلاقي؟
عام 2022 هو العام الذي تجد فيه الشعوب الأصلية صوتا مسموعا لأفكارها
يمثل عام 2022 بداية العقد الذي خصصه اليونسكو للغات الشعوب الأصلية – حيث أن حماية التراث المحلي يُمثل أمرا مهما، في وقت نشهد فيه اضطلاع المحفل العالمي بأدوار أوسع نطاقا لاستقطاب هذه الأصوات، ولا سيما ما شهدناه على مستوى قمة الأمم المتحدة الأخيرة لتغير المناخ “كوب 26” في غلاسكو، حيث لعبت مجتمعات الشعوب الأصلية دورا نشطا إلى جانب الوفود الوطنية.
ومع دعوة البلدان والثقافات لمواجهة التحديات العالمية المترابطة على نحو متزايد، يتضح لنا بأن أي نظام للمعرفة البشرية بمعزل عن الآخرين، هو نظام محدود للغاية. لذا يجب إثراء الأُطر العلمية وتوسيع نطاقها بالمعرفة المُستمدة من البيئة نفسها. في عام 2022، سنرى مزيدا من الأدلة التي تُظهر كيف يمكن للمعارف المحلية أن تُثري البحث العلمي بنجاح، وأن يُسترشد بها في عملية التخطيط الحضري المستدام، وكيف لها أن تُمهد الطريق نحو سن تشريعات جديدة.
وتُمثل نيوزيلندا على سبيل المثال مصدر إلهام لغيرها من الدول الأخرى، وذلك لاتخاذها خطوات مبكرة إزاء هذا الصدد، وذلك بعملها مع مجتمعات الشعوب الأصلية لإضفاء الاعتبار الشخصي القانوني للنظام الإيكولوجي “البيئي” المحيط بالنهر، حيث أن المزيد من المناطق في صدد أن تشهد عقود اجتماعية جديدة تُظهر الاحترام لبيئاتها.
- هل نحن على استعداد لتقبل فكرة أن معرفة الشعوب الأصلية لا تقل أهمية عن التكنلوجيا للمساعدة في زيادة دعم الفهم العلمي لكوب الأرض؟
- ماذا لو كانت أصوات علماء الأحياء والمهنيين العاملين في المجال الصحي والسكان الأصليين تُثمل القوة الدافعة للثورة الصناعية الرابعة، على قدم المساواة مع خبراء الأعمال التجارية والمهندسين العاملين في مجال التقنية الرقمية؟
- ما هي الحلول الهندسية غير المستكشفة المُستندة على الطبيعة؟
عام 2022 هو الوقت الذي نقيس فيه النجاح بما يهم محليا
تُعد “باوهاوس الأوروبي الجديد” – وهي مبادرة أطلقتها المفوضية الأوروبية وترنو من خلالها إلى إيجاد نماذج من العيش معاً بطريقة أكثر جمالاً واستدامة وشمولية- تتويجاً لسنوات من النُهج المتغيرة المتبعة لقياس المدن الناجحة. لقد أبرزت جائحة كورونا (كوفيد-19) تحديات جسيمة، مثل المباني غير المرنة التي تفشل في تحقيق التوازن بين البيت والعمل والمدرسة، وأهمية المساحات الخضراء والمناطق الخارجية.
فلم يعد ممكناً تحديد البيئة ذات الجودة العالية استناداً إلى عدد الألواح الشمسية المثبتة، أو عدد الكيلومترات من الممرات المخصصة لركوب الدراجات. ومع أهمية هذه العوامل، إلا أننا بحاجة لقيادة التخطيط من خلال تبني الأهداف “الموجهة لتحقيق النتائج”، مثل الصحة والرفاهية الاجتماعية للمجتمعات ومدى مشاركة هذه المجتمعات في إيجاد مساحات أفضل.
وفي عام 2022، سيكتسب مفهوم “التخطيط الحضري التكتيكي” أهمية زائدة، والمقصود من هذا المفهوم هو كيفية إشراك المجتمعات في الحفاظ على مناطق معينة أو تحسينها أو إعادة تصورها. من عربات الطعام إلى المزارع المصممة على أسطح مواقف السيارات، ومن الأسواق الحرفية إلى المشروعات الفنية المجتمعية، تراعي المدن تخصيص مساحات للسكان ليكونوا جزءاً من تصميمها.
- كيف نوازن بين الأهداف التجارية وأهداف جودة الحياة في المدينة؟
- هل ينصت المصممون إلى السكان بما فيه الكفاية؟
- هل بمقدور التكونولوجيا وحدها تلبية الاحتياجات النوعية للمواطنين؟
ستستضيف سلسلة المجلس العالمي 26 جلسة حوارية أخرى خلال النصف الثاني من مدة انعقاد إكسبو 2020 دبي، بما في ذلك الجلسات التي ستنعقد خلال أسبوع السفر والاتصال (في الفترة من 9 حتى 15 يناير)، وأسبوع الأهداف العالمية الذي يُعقد لأول مرة على الإطلاق خارج نيويورك، ويستضيفه إكسبو 2020 دبي في الفترة من 16 حتى 22 يناير.
تُسجل الرؤى المنبثقة عن محادثات المجلس العالمي، الذي يُعقد في كل أسبوع من أسابيع الموضوعات، في تقارير تشتمل على أفكار بشأن كيفية تناول موضوعات مألوفة بطريقة مختلفة، بالإضافة إلى تسجيل اقتراحات إلى الحكومات والأفراد والشركات. لتلقي التقارير، يُرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني على هذا العنوان (worldmajlis@expo2020.ae).